ان الحمد لله نحمده ونستغفره ونستهديه ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لااله الاالله واحده لاشريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم تسليما كثيرا قال اللَّه تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ …( آل عمران )
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً … ( النساء) قوله تعالى : ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما[ اما بعد ; فان اصدق الحديث كتاب الله واحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه واله وصحبه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثه بدعه وكل بدعه ضلالة وكل ضلالة في النار قال الله تعالى " إن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين" ان الله جل في علاه امر بتوحيده وحده لاشريك له وخلق الخلق لعبادته - وَقَوْلُ اللهِ تَعَالَى: { وما خَلَقْتُ الجنَّ وَالإنسَ إلاَّ لِيَعْبُدونِ } [الذَّارِيَات: 56]. وان من عبادة الله جل وعلا صوم شهر رمضان المبارك فالصيام من اجل الطاعات يتقرب العبد بصومه لربه وهو سر بينه وبين الله عز وجل وهو من افضل العبادات لانه ركن من اركان الاسلام الخمسة ولايكمل الدين الا بصوم رمضان فمرحبا بشهر طيب كريم مبارك تفتح فيه ابواب الجنان وتغلق فيه ابواب النيران عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال ]] اذا جاء رمضان فتحت ابواب الجنة وغلقت ابواب النار وصفدت الشياطين [[ وفي لفظ اخر ]] اذا كان اول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت ابواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت ابواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد ; ياباغي الخير اقبل وياباغي الشر اقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليله[[ اسال الله لى ولك وللجميع ان نكون من المعتوقين فى الشهر الكريم فهلم ياباغي الخير الى شهر تضاعف فيه اجور اعمال الصالحات فلقد شمر المجتهدين لنيل اكبر قدر ممكن من الاعمال الصالحة للفوز بالمثوبة من الودود الحليم مولاهم الله الرحمن الرحيم في هذا الشهر المبارك الكريم وهبت على القلوب نفحة من نفحات نسيم القرب في رمضان ووصلت البشارة فيه للمنقطعين بالوصل وللمذنبين بالعفو وللمستوجبين النار بالعتق من النار فلم يبق للعاصي عذر ياغيوم الغفلة عن القلوب تقشعي يا شموس التقوى والايمان اطلعي ياصحائف اعمال الصائمين ارتفعي ياقلوب الصائمين اخشعي ياجباه المتهجدين اسجدي لربك واركعي ياعيون المجتهدين لا تهجعي ياذنوب التائبين لا ترجعي ياارض الهوى ابلعي ماءك ويا سماء النفوس اقلعي ياخواطر العارفين ارتعي ياهمم المحبين بغير الله لا تقنعي قد مدت في هذه الايام موائد الانعام فما منكم الا من دعي قال الله تعالى [ يا قومنا أجيبوا داعي الله•.¸.•°°•. ..ياهمم المومنين اسرعي فتوبي لمن اجاب فاصاب وويل لمن طرد عن الباب ومادعي ولله در من قال منالمتهجدين في رمضان يتلذذون بذكره في ليلهم ويكابدون لدى النهار صياما فسيغنمون عرائسا بعرائس ويبواون من الجنان خياما وسيسمعون من الجليل سلاما ومن قال ; من ناله داء دو بذنوبه فليات من رمضان باب طبيبه يامن طالت غيبته عن مولاه قد قربت ايام المصالحة يامن دامت خسارته قد اقبلت ايام التجارة الرابحة كم ينادى حي على الفلاح وانت خاسر وكم تدعى الى الصلاح وانت عاى الفساد مثابر من لم يربح في رمضان ففي اي وقت يربح ومن لم يقرب فيه من مولاه فهو على بعده لايبرح قال المعلى بن المفضل ; كان السلف يدعون الله ستة اشهر ان يبلغهم رمضان ثم يدعون ستة اشهر ان يتقبله منهم قال يحيى بن كثير ; كان من دعائهم ]] اللهم سلمني الى رمضان وسلم لي رمضان وتسلمه مني متقبلا [[ امين والصوم عبادة محضة لله تبارك وتعالى وقربة الى الله جل وعلا بل الصوم من اجل العبادات ومن افضل القربات واعظم الطاعات فالصوم لله ولا يعلم كثير اجره وعظيم فضله وكبير قدره وسعة الرحمات المتنزلة فيه ومغفرة الذنوب وعتق الرقاب الموبقات من النار لا يعلم ذلك الجزاء الا الذي امتن به وجعل الصوم له هوالله جل جلاله كما جاء فيما يرويه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عن ربه تبارك وتعالى يقول الله عز وجل ]] الصوم لي وانا اجزي به يدع شهوته واكله وشربه من اجلي والصوم جنة وللصائم فرحتان فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه ولخلوف فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك [[ وفي الصوم توحيد الله جل وعلا بالاخلاص له وافراده بالعباده فهو المعبود بحق وهو الذي فرض الصيام يغفر لعباده ذنوبهم فلله الحمد والمنة والثناء الحسن والذي بفصله وكرمه ورحمته منح الانسان فرصة العمر ليعبد ربه تبارك وتعالى الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد وام يولد ولم يكن له كفوا احد وليقضيها عملا صالحا في طاعة الله جل وعلا وفي طاعة رسوله صلى الله عليه واله وسلم الطاعة المطابقة للكتاب والسنة لقد تكرم جل في علاه بفرض صيام شهر رمضان شهر الرحمة والغفران والعتق من النار ليتدارك المسلم اخطاء الماضي بالتوبة والانابة واغتنام هذه الفرصة العظيمة اياما معدودات فحري بكل مسلم ان يغتنمها فيعمرها بالاعمال الصالحة ويقدر مواسم الخيرات حق قدرها فهي مكاسب للعمل الصالح يحرص عليها كل مسلم قبل فواتها لان اليوم عمل ولاحساب وغدا حساب ولا عمل ارجو الله تعالى ان يجعلها خالصة لوجهه الكريم وان ينفعني وينفع بها كل قارئ فما وجد من صواب فيها فمن الله وحده وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان واعوذ بالله من الشيطان الرجيم وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب
هذه الصورة مصغره ... نقره على هذا الشريط لعرض الصوره بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 1024x768 .
من كتاب شهر رمضان شهر التربية وتزكية النفوس بقلم خلدون مكتوم